الجمعة، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٥

شبشب حمام

ده موقف حصلي بكل تفاصيله من غير زيادة ولا مبالغة
كل هذا التناغم!!!!!.....استعرضت الواقفين بنظرة متفحصة ..تجمعهم يليق بأن يوضع في لوحة و يوضع فوقها شعار الجامعة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
البنت دي من صيدلة عرفتها من البالطو الأبيض والصندوق البلاستيك بتاع الأدوات اللي كل ما الأتوبيس يميل يطلع أصوات الأدوات الإزاز وهي بتخبط ف بعض
..و ده من هندسة حاملاً نظرة مُفَكِرة و معها مسطرة حرف تي
و ده"شبشب حمام" لا أظن ان سعره يتعدى إتنين جنيه ..و ....مين ؟!!!!!!...."شبشب"؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كنت قد ركبت الأوتوبيس المكيف في ذاك الوقت المزدحم من النهار و بقدري المحتوم جلست في المقعد الخارجي
بالصف الثاني أمام الباب
و بنظرتي الخاوية سارحا بين زحام الواقفين فوق درجات السلم أمام الباب المفتوح استوقفني ذلك "الشبشب" يحمله شخص لم أكن تبينت ملامحه بعد
كان متسخا ممزقا من النوع الذي لا يزيد سعره عن "جنيه و نصف"-الشبشب طبعا-تمسك به ذراع ضخمة تنبت من وسط الزحام
إنزل إركب اللي بعده" ..صاح بها الكمسري بعد أن أشار للسائق بالتوقف فبدأت تظهر للذراع الضخمة جسدا ضخم حين صعد صاحبهما درجات الأوتوبيس صارخا بصوت جهوري متلعثم كأنه يضع إصبعه تحت لسانه و هو يتكلم :" ..صاح بها الكمسري بعد أن أشار للسائق بالتوقف فبدأت تظهر للذراع الضخمة جسدا ضخم حين صعد صاحبهما درجات الأوتوبيس صارخا بصوت جهوري متلعثم كأنه يضع إصبعه تحت لسانه و هو يتكلم :"أناصاحب مرض ..يا ولاد ال......كل حاجة فلوش" - ليس خطأً مطبعياً، فهكذا قالها-.
"........"صوت حيوان قذر
يابن ال.....حاجة وسخة بنت "..."هكذا انهالت على الكمسري عاصفة من الشتائم القميئة بصوت متلعثم و كانت كفيلة بإلقاء الرعب في قلوب الجميع...و لم أكن أعرف بعد لماذا سكت الكمسري عن شتائمه و تركه يعبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وسع خليني أعدي..حاجة بنت ...." وجََهَ الكلام للشاب الحسن المظهر الواقف بجانبي
الشاب ينكمش على نفسه برعب و يتراجع للوراء ملتصقا في ظهر مقعدي تاركا خلفه مساحة كي يعبر الضخم...فحمدت الله في نفسي على أن المجنون سوف يعبر للخلف ..فجاءت الرياح بما لم تشتهي السفن
قوم عاوز أقعد"
...إنه هو .
.واقفا بجانبي و حوله مساحة خالية من البشر رغم الزحام
ياله من موقف ، لو وقفت وتركته يجلس ببساطة فلن أشفى من الإحراج لفترة طويلة
إذاً هي مسألة كرام
فرددت عليه بصوت حاولت أن يكون ساخراً غير مبالٍ فخرج مهزوزا خائفا : ...ليه يعني؟
رد و قد بدأ صوته يحتد : ...صاحب مرض
فقلت تلقائيا دون أن أفكر: ...صاحب مرض ..يعني عندك إيه؟
فتراجع للخلف خطوة و صاح بصوته الجهوري : "..و إنت مااااااالاااااااك.." يقصد أنه ليس من شأني..و في تلك اللحظة و أثناء نطقه بذلك نظرت إليه فعرفت لماذا لم يرد عليه الكمسري
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.جسد ثور متوسط الحجم يعلوه شئ يشبه الصندوق الذي كنت أضع فيه ألعابي و أنا صغير، لكنه أشبه برأس بشري,وفي هذا الرأس وجه منتفخ و فتحة فم تُظهر أسنانه بصورة مرعبة حيث كانت القواطع من صف أسنانه السفلي متضائلة و أصغر بكثير من جاراتها مما ترك لعابه يسيل و يتناثر و هو يتحدث..كان مرعبا بصورة رهيبة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا لوهاج وقرر أن يشج رأسي و أنا جالس لا حول لي ولا قوة؟؟؟...فلأقف حتى أستطيع أن أدافع عن نفسي ووقفت و أن أقول بإمتعاض – حفاظا على الكرامة و ماء الوجه - :... بس بَطَّـل تفتفة
فنظر لي و يبدو أنه لاحظ فارق الطول و الحجم بيني و بينه..فأنا لا يستهان بي و أنا واقف
..و قال متسائلا : بتقول إيه؟؟؟؟؟!
و كان سؤاله القشة التي قسمت ظهر البعير........فوجدت" الأدرينالين" من الرعب يضغط على أعصابي و يشد عضلاتي فصرخت فيه بصوت جهوري –لا أظن أني في حياتي تحدثت به في مكان عام ...و لا في خاص-قائلا :"أُقعُد" و أمسكته من كتفه و دفعته لأسفل في إتجاه المقعد.
"أقعد"..........
و في قلبي زاد الرعب من حجم كتفه تحت كفي ..فوجدته يرفع كفه الضخمة.....توجست خيفة..لكني فوجئت به يؤدي لي تحية عسكرية
.واقفا بجانبه و كأني أستعرض شجاعتي و كأني أعلن للموجودين حولي أني هو منقذهم
ولم تكن جرأة مني فالحقيقة أني لم أجد مكان أذهب إليه, و وجوده أمامي أتاح حولى مساحة خالية لا تشعرني بالزحام
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كم هي مسكينة - تلك المرأة التي كانت تجلس بجانبي حاملةً إبنتها التي لم تتعد العشرة أعوام – فقد وضعت وجهها في الزجاج و تحولت لتمثال بشري يدعو للشفقة
كنت حعملها إيه....أهه نصيبها كده
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان من آن لآخر يرفع بصره ناظرا لي , فلم يفتني أن ألقي في عينه نظرة صارمة متوعـدة كي يستمر خوفه مني , فكان يهز صندوق اللعب -أقصد رأسه- يمينا و يسارا متعجبا - وكأني أنا المجنون و ليس هو- ثم يعود ليسند رأسه إلي ظهر المقعد الذي أمامه على "الشبشب" الذي لا يتعدى ثمنه جنيها و ربع

فجأة
و في مكان راق علي البحر
إنتفض واقفا....فتحفز كل الواقفين و أعاد موجة الإضطراب إلى ما كانت عليه قبل أن أصيح فيه
في هدوء إتجه للباب , ولم يكن محتاجا أن يخترق الزحام..كان الطريق يخلو له تلقائياطلب من السائق
النزول و لم يسبه حين تأخر في فتح الباب
و ما أن وطأت قدمه الحافية الطريق إلا و ظل يجري و يجري إلى أن توقف فجأة أمام متجر فاخر لبيع التحف"بازار"وظل يتأمل المعروضات بتمعن و شغف و في يده اليمنى-و لآخر لحظة لم يتخل عنه- "شبشب" لا يتعدى ثمنه أبدا جنيهاً واحدا
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!

15 Comments:

Blogger a.nashat said...

شفت بقا ان الجنون سارح

الجمعة, ١٨ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger chatterbox said...

لوووووووووول
ده الادرينالين بيعمل عمايل :)
فكرتني بمسرحية العيال كبرت لما سلطان يروح بيت مدرسة البيانو ويقابل جوزها لووووول

السبت, ١٩ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger إيمان الحسيني said...

يعني تبدأ القصة بشبب بـ 2 جنيه
وتنهيها وتمنه وصل لجنيه واحد بس ؟!!
:)

عجبتني قوي الحتة دي علشان بتحصلي كتير :
فقد وضعت وجهها في الزجاج و تحولت لتمثال بشري يدعو للشفقة

جعلك الله ذخرا للغلابة يا صيدلاني :)

السبت, ١٩ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger ماشى الطريق said...

الموقف ده ممكن يحصل لأى واحد فينا
انا من مكانى هنا من جنب السرير بقولك إنى مش ممكن أقوم ولو عمل ايه
لكن لو كنت مكانك اعتقد بنسبة 80% انى كنت حعمل العكس
بس ساعتها كنت حبقى متنكد باقى اليوم

الأحد, ٢٠ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger Ahmed Shokeir said...

لقطة جميلة عن حياة غريبة تعودت أن تراها أعيننا كثيرا وبطرق وأماكن مختلفة.. أصبحنا نمر عليها مرور الكرام من كثرة ماتعرض علينا
عجبتنى النهاية .. وهوه راح لحاله عند متجر التحف والاتوبيس كمل طريقه وهكذا الحياة

الأحد, ٢٠ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger ملك said...

عجبنى أوى تشبيهك رأسه و أفكاره بصندوق اللعب

الاثنين, ٢١ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger نــــــــدي said...

حلو اسلوب عرضك
....
بتحصل في احسن العائلات
بس اهم حاجه الشبب..بجنيه مش كدا
لا علي فكره هو غلي

الاثنين, ٢١ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger حائر في دنيا الله said...

إيه رأيك إنه مش شبشب حمام
يعم أيوا
ما هو البركة في الريس خلى نص الشعب ميعرفش خدمة الحمامات

إبقى خلي بالك

الثلاثاء, ٢٢ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger freeSoul said...

el 7agm heba bardo walahi

asl ana arfa3 men 3ood el kabreet :) we atwal men 3amood el noor, so if i was in the same trouble, i would be dead by now, asly 3'alabawy we mesh ha3abaro law ally keda aslan :D

الثلاثاء, ٢٢ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger @z3nF said...

صراحه موقف لا تحسد عليه
لكن طلعت قدها

لكن ايه سر الشبشب

الثلاثاء, ٢٢ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger Unknown said...

انا ضحكت من قلبي لما قلت انه اختارك انت عشان يقعد مكانك تخيلتك وقتها
هههههههههههههههههههههههههه

الأربعاء, ٢٣ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger sydalany-وش مكرمش said...

شكرا ليكو كلكم

الجمعة, ٢٥ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger ROMANTIC ROSE said...

بتركب المكيف ... مممممممم ... ما تقوليش انك ساكن ف العجمي ... و انا لو كنت في موقف الست اللي جمبك كنت قمتله انا و سبتك تلاقي مصيرك جمبه ... انا مش من الناس اللي بتلزق وشها ف الشباك و تعيش دور التمثال ... تعيش و تاخد غيرها

الأحد, ٢٧ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger sydalany-وش مكرمش said...

ساكن ف الناحية التانية من الخط
المندرة يعني

و إزاي كنت حتقوم يا بطل و أنا قعدته مكاني ع الكرسي من برة ..كنت حتقله قوم عشان تطلع إنت؟؟؟
هههههه
صعب أوي صدقني

الاثنين, ٢٨ نوفمبر, ٢٠٠٥  
Blogger ROMANTIC ROSE said...

حتقوم .. يا بطل .. هتقوله .. انت .. صدقني ؟؟؟؟؟؟؟

احم احم .. انا رومانتيك روز = بنت .. انت اول مره تاخد بالك من الموضوع ده ؟

الثلاثاء, ٢٩ نوفمبر, ٢٠٠٥  

إرسال تعليق

<< Home

جميع حقوق النقل و الطبع محفوظة لصاحب المدونة©